لحوم الخيل – الدكتور محمد الفايد

لحوم الخيل – الدكتور محمد الفايد

لحم الخيل كان يستهلك بشكل عادي في أوروبا في الفترة ما قبل المسيحية، خصوصا في أوروبا الجنوبية أي أسبانيا والبرتغال والنمسا… بل كان يستهلك أكثر من اللحوم الأخرى، وخصوصا في الاحتفالات الدينية حيث كان يؤكل بامتياز. وأول من حاول تحريم أكل لحم الخيل في أوروبا هو البابا “غرغوري” الثالث وذلك سنة 732 قبل ميلاد المسيح.

71c1e414605a826d2ef8b2051d8afb43 لحوم الخيل   الدكتور محمد الفايدولحوم الخيل يفضل أن تكون بأعمار صغيرة ويستحسن أن تكون أصغر من ثلاث سنوات. فبالنسبة للتركيب الكيماوي تعتبر لحوم الخيل أحسن من لحم الماعز، بالنظر إلى الكوليستيرول، فلحوم الخيل لا تحتوي على كوليستيرول إلا بكمية ضئيلة بالمقارنة مع اللحوم الأخرى. وربما يثير هذا الخبر دهشة الكثير من الناس خصوصا الذين يدعون المعرفة في علوم التغذية وربما نأتي بأكثر من هذه المعلومات لنجعل هؤلاء في حرج. ولحم الخيل يصنف أحسن من لحم الماعز، لكن مع ذلك إذا توفرت اللحوم الأخرى يكون استهلاكها أفضل من لحم الخيل. والمثير أيضا في لحم الخيل أنه يستهلك على شكل قطع مطحونة ولا يقدم للضيوف وهو الأمر المهم لأن علم التغذية يرتبط بالسلوك للاجتماعي قبل السلوك الغذائي. ولا نريد أن تخرب هذه العادات الغذائية التي تعتبر كنزا ثمينا في علم التغذية.

بالنسبة لمن لم يسبق له أن رأى لحم الخيل فهو لحم أحمر قاتم بدون شحوم مختلطة به، ويأخذ منظرا مثيرا ربما تشمئز منه النفس، وقد لا يكون شهيا بالنسبة للبعض لأن لونه الأحمر ربما يسبب الرفض من قبل المستهلك. وجثة الفرس لها منظر مقزز شيئا ما، لأنها لا تعطي لحما جذابا لا في لونه أو شكله أو رائحته. وللإشارة فاليابانيين يأكلون لحم الخيل طازجا وهذا من أخطر ما يكون. وليس هناك شيء فس علم التغذية أسوأ من يستهلك اللحم طازجا، وليس هناك أخطر من أن يستهلك اللحم طازجا أو غير منضوج بالنار وكذلك البيض، وهذه عادة بعض الناس وهي عادة خطيرة ومتخلفة.

تصل نسبة البروتينات في لحم الخيل إلى 13 في المائة، وهي نسبة تقارن تقريبا مع لحم البقر. ولحم الخيل يحتوي أيضا على حامض أميني يدعى الهيدروكسيبرولين، وهو حمض مهم جدا يوجد بنسبة مرتفعة تقدر ب 35.85 مكرومول في الغرام، وترتفع كذلك نسبة الحديد في لحم الخيل بالمقارنة مع اللحوم الأخرى حيث نجد 5 ملغرامات، وهو التركيز نفسه الذي نجده في العدس وهو أكثر من البقر. بالنسبة للكوليستيرول فنسبته تكون منخفضة جدا في لحم الخيل، وهي نسبته لا تتعدى 68 في المائة مقارنة مع لحم الماعز الذي يصل إلى 75 في المائة.

هناك مكونات أخرى سلبية في لحم الخيل وهي أعضائه الداخلية، التي تحتوي على بعض الأملاح الخطيرة ولحسن الحظ أنها لا تستهلك، ويؤكل اللحم بالدرجة الأولى، وهناك أيضا بعض الهرمونات التي تستعمل في تسمين الجياد المخصصة للذبح، وهو ما يثير جدلا الآن في أوروبا، لأن هذه الهرمونات ممنوعة في تربية المواشي بصفة عامة، وليس فقط الجياد

ولا يمكن أن نتكلم عن اللحوم دون ذكر الجراثيم، والجودة الصحية أو الجرثومية للحم الفرس جد متدنية بالمقارنة مع اللحوم الأخرى. لأن كثلته الجرثومية مرتفعة جدا مقارنة مع اللحوم الأخرى، وتحتوي على أنواع ممرضة مثل عائلة جرثومة حمى التايفويد التي يعتبر لحم الخيل خزانا لها بامتياز، وهذا راجع لعوامل كثيرة مثل تغذية الحصان وخصوصيته، فهو حيوان غير مجتر والحيوانات الغير مجترة تكون لحومها غالبا ملوثة جدا مثل لحم الخنزير ولحم الطيور. يضم لحم الخيل جرثومة الليستيريا كذلك، إضافة إلى الدودة الحلزونية. وطبعا لا يخلو لحم الخيل من أبواغ نوع كلوستريديم وهي أنواع تجعل مصبرات لحم الخيل خطيرة لأنها تقاوم حرارة التعقيم وتنمو في المعلبات.

ولحسن الحض أن لحوم الخيل لا تصنع منها منتوجات، ولأن لحوم الخيل تطهى أو تشوى غالبا فإن نسبة كبيرة من جراثيمها تتلف، وهذا ما يمكن أن يطمئننا قليلا بشأنها، إذ أن مجرد طهي غير كامل للحم الفرس يمكن أن يكون ذا عواقب وخيمة، وفي حالات كثيرة تقع تسممات وإسهالات بلحوم الفرس التي لا تظهر أعراضها إلا بعد مرور يوم أو يومين.

فهو فعلا غني بالحديد ولكن العدس أرخص منه وأغنى منه في الحديد، فإذا كان الناس سيأكلون لحم الخيل من أجل الحديد فليأكلوا العدس أو الشعير الذي يحتوي على حديد أكثر من لحم الخيل. وأنا لا أظن أن عامة الناس يأكلون لحم الخيل من أجل الحديد بل يأكلونه لأن لحمه أرخص ثمنا.

 

أكل لحوم الخيل حلال عند الضرورة والسنة النبوية رخصت به في حالتي الحرب والجوع

ربما يكون التساؤل الأول والملح بخصوص لحم الحصان هل هو حلال أم حرام؟ إلا أن الاتفاق السائد هو أن لحم الفرس حلال لكنه يؤكل اضطرارا، أي أن من الأفضل عدم استهلاكه إذا لم يكن الإنسان مكرها على ذلك والنصوص الدينية في هذا الصدد عبارة عن أحاديث نذكر منها حديث البخاري الذي يقول: نحرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه” ، وفي حديث آخر نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمير ورخص في لحوم الخيل” وروى النسائي : أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لحوم الخيل”. ويروي مسلم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمير الأهلية وأذن في لحوم الخيل”.

وما يستنتج من هذه الأحاديث أنه لا يجب أن يكون استهلاك لحم الخيل كاللحوم الأخرى بل يكون استهلاكا طارئا وما تحليل السنة لأكل الخيل إلا لكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يشدد مع الأمة والحالة حرب وجوع. وكان يفضل أن تؤكل الخيل على أن يأكل الناس بعضهم البعض أو يأكلوا حيوانات أخرى كالكلاب. وهذا ما تبت علميا، كما أن الشرع لا يرخص بضار ولا يمنع نافعا، وهذا ليس فقط على مستوى الأبحاث العربية أو الإسلامية بل تم التوصل إلى هذه النتيجة حتى عبر الأبحاث الكندية والأمريكية. وبهذا يكون لحم الخيل حلالا للضرورة ومرخصا بيعه رسميا في المجازر.

بواسطة FATIMA ELABDELLAOUI • الدكتور محمد الفايد 0 • الوسوم : , , , , , ,

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

مدونة هيا Copyright © 2013